تغير مُسَمَّى القسم اعتباراً من منذ شهر ديسمبر 2021م، إلى "قسم التاريخ والآثار". وكان القسم قد تأسس باسم "التاريخ" فقط مع تأسيس جامعة الكويت عام 1966 حيث كان ولا يزال أحد أهم أقسام كلية الآداب باسمه الجديد "التاريخ والآثار".
واعتمد القسم عند تأسيسه على نخبة منتقاة من أعضاء الهيئة التدريسية المعارين من الجامعات العربية، ولكن منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، بدأ ينضم لأعضاء الهيئة التدريسية بالقسم حملة الدكتوراه من الكويتيين، وكانت نسبتهم ضمن الطاقم التدريسي تزداد باضطراد حتى أصبحوا الآن يُشكّلون الغالبية العظمى من إجمالي أعضاء الهيئة التدريسية بالقسم. وكانت الدراسة قد بدأت في القسم بالنظام السنوي، الذي كان معمولا ً به في الجامعة حتى تحولت في مطلع ثمانينات القرن الماضي إلى نظام الساعات المعتمدة (نظام المقررات).
ويُعدّ القسم أحد أقدم الأقسام العلمية بكلية الآداب وجامعة الكويت، حيث كان في طليعة الأقسام العلمية التي تأسست في الجامعة مع إنشاءها في عام 1966م، وهو لا يعني بدراسة تاريخ الكويت فحسب، بل يهتم بدراسة تاريخ العالم، في عصوره المختلفة، وقد عمل القسم على تطوير برامجه الدراسية وآليّات تدريسها بشكل يجعل خرّيجيه في مستوى يتماشى مع التطور السريع لدولة الكويت، واحتياجات سوق العمل الكويتية. ومن ذلك استحداث شعبة لتدريس تخصّص الآثار وعلمه، كتخصّص مساند لتخصّص التاريخ، وهي شعبة انبثقت عن تخصص التاريخ وبدأ الطلبة يدرسون موادّها منذ العام الدراسي 2015/2016م.
وقد تضمنت صحيفة تخرج القسم مقررات تغطي حقبة العصور القديمة من تاريخ العالم، بدءً من تاريخ حضارتي مصر القديمة وبلاد النهرين، مرورًا بحضارات شبه الجزيرة والخليج العربيّين، وإيران القديمة، وانتهاءً بحضارة اليونان والرومان القديمة. أمّا حقبة العصور الوسيطة فتغطّي موادّها كافة مراحل
التاريخ الإسلامي بالزمان والمكان وحضارة الإسلام العظيمة، كما تضمنت مقررات لتغطية الحقبة الوسيطة من تاريخ أوروبا. أمّا حقبة العصرين الحديث والمعاصر، فللعرب عمومًا وللخليج والكويت خصوصًا، نصيب كبير في صحيفة التخرّج، فضلًا عن تاريخ إيران والهند وشرق آسيا، بالإضافة إلى أفريقيا وروسيا وأوروبا والأميركتين في هذه الحقبة. ويوجد كذلك بالصحيفة مساحة لتدريس مقررات في موضوعات غير تقليدية، تدخل مع تطور منهج البحث التاريخي في صميم موضوع التاريخ، من خلال طرح مقرر تحت مسمى موضوع خاص في كل حقبة زمنية من الحقب الثلاثة على حدة وموضوعات متنوّعة أخرى عن تاريخ المرأة، والاستعمار، التاريخ الاقتصادي والاجتماعي وغيرها. ولم تتجاهل صحيفة التخرج تأسيس طلاب القسم منهجياً ، عندما تضمنت مقرّرين إلزاميّين، واحدة منهما لتدريس منهج البحث التاريخي، وآخر لمشروع بحث التخرج، هذا فضلاً عن تضمن الصحيفة مقررات أخرى لتدريس علوم مساعدة للتاريخ من خلال التخصصات المساندة، والتي من ضمنها شعبة الآثار المساندة المشار إليها أعلاه.
وحقق القسم نجاحاً في متابعة برنامج الماجستير في كلا التاريخين الإسلامي والحديث، مع التقدم في إنجاز كثير من الأطروحات العلمية في التخصصين، ومن ثمّ اعتُمد برنامج الدكتوراه فيهما. ولكن تمّ مؤخّرًا استحداث مسار جديد في الماجستير لدراسة التاريخ القديم والآثار، وقد بدأ إقبال الطلبة على التسجيل به منذ بداية الموسم الدراسي الجاري (2021/2022).
كذلك نجح القسم في اعداد رحلات علمية (في حقل التاريخ والآثار)، إلى عدة دول في اتجاهات متعدّدة وهي: مصر، اليونان، السعودية، إيران، أوزبكستان، طاجكستان، اسبانيا، إيطاليا، الأردن، تركيا، وتونس.
تتمثل رؤية قسم التـاريخ والآثار في تحقيق أعلى درجة من درجات التميز في الدراسات والبحوث التاريخية لترسيخ الثقافة التاريخية الأصيلة.
تخريج طلبة على مستوى أكاديمي رفيع، لديهم المقدرة على الفهم الواعي بالأحداث التاريخية والقضايا المعاصرة، ويتمتعون بإمكانية استكمال دراساتهم العليا و خدمة المجتمع في مجالات العمل الثقافي. ويكتسب خرّيجو شعبة الآثار المساندة منهم خبرة علمية وعملية وميدانية في حقل الآثار والحفريات وفي المتاحف وتصنيف الآثار.
ولتفعيل رسالة القسم يلجأ أعضاء هيئة التدريس إلى تحقيق الأهداف التالية: تنمية المهارات التحليلية لدى الطلبة، مساعدتهم على الربط بين المعلومات المستخلصة من المصادر الأوّلية والأفكار وتحليل المعلومات وتفسيرها، وتعليمهم مصطلحات وحقائق الموضوعات العلمية التي تتناولها المقررات، وكذلك تنمية مقدرتهم على التعامل مع النصوص والوثائق التاريخية.
أما قيم قسم التاريخ والآثار فتتجلى في تعزيز الانتماء الوطني والقومي، والاعتزاز بتراثنا وقيم مجتمعنا الرفيعة، واحترام تاريخ وقيم الحضارات الأخرى، وذلك للتواصل والتعامل معها أفرادًا وجماعات ومؤسّسات باحترام، على أساس تبادل الخبرات ومنافع أخرى.
تعزيز الانتماء الوطني والقومي والاعتزاز بالتراث والقيم الدينية ، مع التفاعل مع الحضارات الأخرى واحترام الآخر.