قام قسم التاريخ والآثار بتنظيم رحلته السنوية إلى منطقة الصبية، برئاسة أ. د. أحمد سعيد، بمشاركة 55 من طلبة الآثار ومجموعة من الأساتذة منهم أستاذ التاريخ القديم د. خالد النوري، وأستاذ التاريخ الإسلامي أ. د فيصل طه، وأستاذ التاريخ الحديث د. حمد القحطاني، وذلك بالتعاون مع مدير عام إدارة الآثار والمتاحف والمشرف على البعثات الآثارية السابق بالمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب د. سلطان الدويش، ومن المجلس الوطني أ. حسن الفيلكاوي، في يوم السبت الموافق 1-11-2025.
في هذا الصدد، تقع منطقة الصبية بالجزء الشمالي الغربي من جون الكويت وهي عبارة عن مجموعة من التلال المطلّة على ساحل البحر، ويحدها من الجنوب جون الكويت، ورأس الصبية ومن الغرب جال الزور، ومن الشمال والشمال الغربي خور بوبيان، وتضم الصبية مواقع أثرية مهمة يعود أقدمها إلى العصرالحجري الحديث ولا سيما ما يعرف بحضارة العبيد التي تعتبر من أوليات الحضارات الشرقية وبداية استيطان الإنسان في تلك المنطقة.
شملت زيارة مجموعة المدافن التى تعود للعصر البرنزي حيث تعد مقابر الصبية خلال هذا العصر من الألف الثالث إلى الألف الثانى ق. م، ومن أهم الاكتشافات التي أعطت نتائج جيدة في التعرف على جوانب مهمة في تاريخ الكويت، وذلك بسبب انتشارها الواسع وتنوع أشكالها وهندستها المعامرية ولقاها الأثرية.
ثم انتقل الطلبة والطالبات إلى الموقع الأثري الهام لحضارة العبيد في منطقة بحرة 1 شمال مدينة الكويت، مطلعين على أعمال البعثة البولندية، حيث شرحت عضوة البعثة دكتورة آنا، مبيّنة أعمال البعثة وتاريخ الأحافير في الموقع الذي يعد أكبر مستوطنة ترجع لتلك الحضارة ممثلة في قرية مكتملة الأركان ومتميزة عن بقية مواقع العبيد على ساحل الخليج بالجزيرة العربية، وموضحة أهم الاكتشفات من مساكن ومقابر وسوق وورش صناعات ومعبد، وأهم المكتَشفات من اللقى الآثرية لا سيما فخار حضارة العبيد الملون والمزخرف المميز بأشكاله المتنوعة والمستورد، بالإضافة إلى الفخار المحلي، فضلًا عن أدوات التزيين والحليّ المصنوع من الخرز والمحار.
ومنه إلى زيارة مركز كاظمة الثقافي مقر البعثة البولندية للاطلاع على أعمال الدراسة والبحث وترميم اللقى الأثرية من باقي أفراد البعثة برئاسة دكتور بيتر بلونسكي، حيث تابع الطلاب أعمال ترميم الفخار وقياسه ورسمه، وأعمال تحليل بذور النباتات من خلال الدراسة العلمية، مكتشفين في هذا الموسم لقى أثرية متنوعة.
وفي الختام أوضح الطلبة والطالبات مدى استفادتهم من تلك الرحلة العلمية، وما شهدوه من تطبيقات ميدانية لما درسوه نظريًا في قاعات الدرس.